علمها و فقهها رضي الله عنها
قال الامام الذهبي رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها افقه نساء الامو على الاطلاق و قد استقلت بالفتوى في زمن الخلافة الراشدة الى ان ماتت و كان الفاروق و عثمان رضي الله عنهما يرسلان اليها يسألانها عن السنن و قال المسروق رحمه الله والذي نفسي بيده لقد رأيت مشيخة اصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الاكابر يسألونها عن الفرائض و قال قبيضة بن ذؤيب كان عروة بن الزبير يغلبنا بدخوله على عائشة و كانت عائشة أعلم الناس
و قال هشام بن عروة عن ابيه رضي الله عنه ما رأيت احدا أعلم بفقه و لا بطب و لا بشعر من عائشة و عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال ما أشكل علينا أمر فسألنا عائشة الا وجدنا عندها فيه علما و قال الامام الزهري لو جمع علم عائشة الى علم جميع ازواج النبي صلى الله عليه وسلم و علم جميع النساء لكان علم عائشة افضل
بركتها رضي الله عنها
روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض اسفاره حتى اذا كنا بالبيداء انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم على التماسه واقام الناس معه و ليسوا على ماء و ليس معهم ماء فأتى الناس الى ابي بكر فقالوا الا ترى الى ما صنعت عائشة؟ اقامت برسول الله صلى الله عليه و سلم و بالناس معه و ليسوا على ماء و ليس معهم ماء فجاء ابو بكر و الرسول صلى الله عليه و سلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله صلى الله عليه و سلم و الناس و ليسوا على ماء و ليس معهم ماء قالت فعاتبني ابو بكر و قال ما شاء الله ان يقول و جعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك الا مكان رسول الله صلى الله عليه و سلم على فخذي فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى اصبح على غير ماء فأنزل الله اية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير (و هو احد النقباء) ما هي بأول بركتكم يا ال ابي بكر فقالت عائشة فبعثنا العير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته
جهادها و شجاعتها رضي الله عنها
فيروي أنس بن مالك رضي الله عنه عما راه في غزوة أحد فيقول و لقد رأيت عائشة بنت ابي بكر و أم سليم و انهما لمشمرتان أرى خدم -خلخال- سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في افواههم ثم ترجعان فتملانها ثم تجيئان فتفرغانه في افواه القوم و في غزوة الخندق كانت لام المؤمنين شجاعة نادرة و جرأة مشهورة حتى ان عمر بن الخطاب انكر شجاعتها لما راها تقترب من الصفوف الاولى للمجاهدين و قد تحدثت السيدة عائشة عن هذا فقالت خرجت يوم الخندق أقفو الناس فسمعت وئيد الارض ورائي فاذا انا بسعد بن معاذ و معه ابن اخيه الحارث بن أوس يحمل مجنة فجلست الى الارض فمر سعد و عليه درع من حديد قد خرجت منه اطرافه فانا أتخوف على اطراف سعد و كان من أعظم الناس و اطولهم فمر و هو يرتجز و يقول
لبثت قليلا يدرك الهيجاء حمل ما أحسن الموت اذا حان الاجل
فقمت فاقتحمت حديقة فاذا نفر من المسلمين و اذا فيهم عمر بم الخطاب و فيهم رجل عليه سبغة له فقال عمر ما جاء بك و الله انك لجريئة و ما يؤمنك ان يكون بلاء او يكون تحوز فما زال يلومني حتى تمنيت ان الارض فتحت ساعتئذ فدخلت فيها فرفع الرجل السبغة عن وجهه فاذا هو طلحة بن عبيد الله فقال يا عمر ويحك انك قد أكثرت منذ اليوم و اين التحوز او الفرار الا الى الله تعالى
وفاتها رضي الله عنها توفيت رضي الله عنها ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان سنة 58 من الهجرة التي توافق 678 من الميلاد في خلافة معاوية و هي ابنة ستة و ستين سنة و دفنت بالبقيع و صلى عليها اماما صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم ابو هريرة رضي الله عنه و نزل في قبرها خمسة من محارمها و سارت الجموع من ورائها باكية يتقدم هذه الجموع امهات المؤمنين فلم تر ليلة أكثر ناسا منها وقال النووي رحمه الله روت رضي الله عنها الف حديث و مائتين و عشرة أحاديث
و نامت اخيرا و خلفت الدنيا من ورائها ساهرة فيها تنهل من علمها و تنبهر بفقهها و عزائنا انها الان ان شاء الله مع حبيبها صلى الله عليه وسلم جمعنا الله تعالى بفضله بهم جميعا ان شاء الله و رحم الله أمنا عائشة و جزاها عنا كل خير