الطرقات الكونية التي تصدرها الثقوب السوداء الهائلةإن أصل معنى كلمة الطرق كما جاء في لسان العرب وغيره من قواميس اللغة هو الضرب ومنه سميت المطرقة.إن الثقوب السوداء الهائلة التي تبتلع كميات كبيرة من المادة تطرق الكون طرقا ماديا حقيقيا حيث أن جزء من المادة التي توشك أن تسقط في الثقب يتم إعادة إطلاقها على هيئة دفق هائل (Jet) من البلازما المكونة من جسيمات ذرية مثل الالكترونات والبوزترونات والبروتونات والتي تنطلق بسرعة قريبة من سرعة الضوء في اتجاهين متعاكسين على امتداد محور الثقب الأسود ويضرب هذا الدفق المادي كل مايوجد في طريقه بقوة وعنف ولمسافات كبيرة جدا. <!--[if !vml]-->
|
دفق حقيقي يطرق السماء لمسافة تصل إلى 5000 سنة ضوئية تم تسجيله بواسطة تليسكوب هابل الفضائي ناتج عن ثقب أسود هائل في قلب مجرة تسمى (M87) وها نحن نرى بأعيننا الطرق الذي يصدره نجم ثاقب وصدق ربي إذ يقول (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ) |
ونتيجة لحركة البلازما في الدفق ودفعها للوسط بين النجوم (Interstellar medium) والوسط بين المجرات (Intergalactic medium) فإنها تصدر موجات صوتية حقيقية.ولأن سرعة البلازما في الدفق يمكن أن تكون اكبر من سرعة الصوت (supersonic) فعند دفعها وطرقها للوسط المحيط تتسبب في حدوث موجات صدمية (shockwaves) كالتى تحدثها الطائرات النفاثة عند اختراقها حاجز الصوت وتظهر هذه المنطقة التي تحدث عندها الموجات الصدمية عند نهاية الدفق على هيئة بقع حارة (hot spots).كما أن آثر هذا الصوت الذي ينتج من طرق السماء بواسطة الدفق المادي يمتد إلى مسافات تصل إلى آلاف السنين الضوئية على هيئة موجات صوتية يظهر آثرها في الدخان والغاز الكوني المحيط. <!--[if !vml]-->
|
المناطق الاكثر إضاءة (hot spots) هي التي تحدث عندها الموجات الصدمية العنيفة |
ولقد استطاعت وكالة ناسا عام 2003 تسجيل موجات صوتية حقيقية صادرة عن الدفق المادي للثقب الأسود الهائل الموجود في التجمع المجري المسمى برزيس (Perseus).(5) <!--[if !vml]-->
|
الثقب الأسود الهائل يطلق الدفق المادي والذي يتمثل في الصورة بالفراغات (Cavities) وهذا الدفق يطرق الوسط بين النجوم ويصدر عن هذا الطرق صوت يمتد لآلاف السنين الضوئية |
وليتضح لنا مدى الإعجاز في الآيات فالثقب الاسود الهائل (الطارق) يطرق الوسط بين النجوم والمجرات بواسطة الدفق المادي – الذي يعمل كأنه المطرقة- ويصدر عن هذا الطرق موجات صوتية حقيقية تمثل صوت الطرق.النجم الثاقب والسماءلقد قرن الله القسم بالسماء على عظم شأنها مع القسم بالطارق النجم الثاقب مما يدل على عظم هذا النوع من النجوم وعلاقته الجوهرية بتكوين السماء وما بها من مجرات ونجوم وهذا ماسأوضحه فيما يليالنجم الثاقب في قلب كل المجراتلقد ارتبطت الكوازارات ومايتعلق بها من ثقوب سوداء هائلة بنوع من المجرات التي عرفت باسم المجرات ذات النوى النشيطة (Active galactic nucleus) أما النوع الآخر من المجرات والذي عرف بالمجرات الغير نشيطة والتي منها مجرتنا درب اللبانة فقد ظل العلماء يعتقدون أنها لا تحتوي في قلبها على ثقوب سوداء هائلة إلا أنه منذ حوالي عقدين وجد العلماء طريقة لتحديد وجود ثقوب سوداء هائلة في قلب كل أنواع المجرات عن طريق تحديد سرعات النجوم القريبة من القلب وكانت المفاجأة فعند دراسة الكثير من المجرات طوال العقدين الماضيين وجد العلماء أنها جميعا تحتوي على ثقوب سوداء هائلة.واتجه البحث لمعرفة هل يوجد في قلب مجرتنا ثقب أسود هائل أم لا؟ وفي الاعوام القليلة الماضية استطاعت عالمة الفلك الأمريكية أندريا جاز (Andrea Ghez) وفريقها العلمي (UCLA) ومن خلال تقنيات جديدة استخدموها في واحد من أكبر تليسكوبات العالم في جزر هاواي تأكيد وجود ثقب أسود هائل في قلب مجرة درب اللبانة. واكتملت الصورة الآن فكل المجرات تحتوي في قلبها على ثقوب سوداء هائلة ولكن لماذا هناك مجرات نشيطة وآخرى غير نشيطة؟ وإجابة هذا السؤال تتعلق بتطور المجرات.(6)الثقوب السوداء الهائلة وميلاد المجراتلقد وجد العلماء علاقة بين سرعة النجوم على حافة كل مجرة وبين كتلة الثقب الأسود الهائل في قلب المجرة ولأن هذه النجوم بعيدة جدا عن قلب المجرة فإن هذه العلاقة تعود إلى وقت سابق إنه وقت ميلاد المجرة. وأدت هذه الملاحظة إلى استنتاج أن المجرات ولدت نتيجة تكون ثقب أسود هائل، ففي البداية كانت المجرة عبارة عن سحابة هائلة من الدخان الكوني وفي لحظة ما ينهار قلب هذه السحابة مكونا ثقب أسود هائل والذي يبدأ في ابتلاع الغاز المحيط مسببا تكون كوازار ونتيجة للطاقة التي يطلقها الكوازار تحدث تغيرات كبيرة في درجات الحرارة في سحابة الدخان الهائلة مما يؤدي إلى ميلاد كل نجوم المجرة.ويستمر الثقب الأسود الهائل في قلب المجرة في ابتلاع الغاز المحيط مسببا وجود الكوازار في قلب المجرة النشيطة ولكن هناك عوامل تؤدي مع الوقت إلى ابتعاد الغاز المحيط عن مجال الثقب الأسود الهائل مما يتسبب في انتهاء الكوازار وتحول قلب المجرة من قلب نشيط إلى قلب غير نشيط كقلب مجرتنا درب اللبانة.إذا فكل المجرات وما يوجد بها من نجوم ولدت نتيجة تكون ثقب أسود هائل (نجم ثاقب) في قلبها، إنها بالفعل علاقة جوهرية بين كل ما نراه في السماء وبين النجم الثاقب.وإنه بالفعل لقسم عظيم أن يقسم ربي بالطارق النجم الثاقب وليعلم العالم كله أن هذا الكتاب العظيم المنزل على قلب النبي الأمي في قلب الجزيرة العربية هو كلام الخالق عز وجل.نوع آخر من الطرقات الكونية ينتج من الثقوب السوداء العاديةإن من أكثر الظواهر الكونية التي تطرق وتضرب السماء بشدة والتي يقول عنها العلماء أنها أعنف وأقوى مصدر للطاقة منذ الانفجار الكبير إنه ما يعرف باسم النفثات الكونية من أشعة جاما ((Cosmic Gamma ray bursts حيث تعتبر هذه النفثات أكثر الظواهر لمعانا وبريقا في الكون منذ الانفجار الكبير. (7)
لقد تم اكتشاف هذه الأشعة لأول مرة في الستينات ومنذ ذلك الحين وهي تذهل العلماء بما تتميز به من خواص خارقة للمعتاد، ومن أهم هذه الخواص كم الطاقة الهائل الذي تحمله هذه النفثات لدرجة أن الواحدة منها تعطي بريقا أكبر من مليون تريليون ضعف البريق الذي تنتجه الشمس.إن من الخواص المبهرة لهذه النفثات أنه يتم اكتشاف وتحديد أحدها بواسطة الأقمار الصناعية تقريبا ثلاث مرات أسبوعيا من مناطق متفرقة من السماء وتتراوح مدة كل نفثة من هذه النفثات من بضعة أجزاء من الثانية إلى عدة دقائق. ويجدر الإشارة إلى أن معدل حدوث هذه النفثات أكبر كثيرا من الذي نستطيع اكتشافه لأننا لا نستطيع إلا تسجيل النفثات المتجهة مباشرة إلى الأرض.وهكذا فنتيجة لكم الطاقة الهائل الذي تحمله هذه النفثات فإنها تحقق أصل معنى كلمة الطرق الذي ورد في قواميس اللغة وهو الضرب كما أن تكرارها يشير إلى مفهومنا حول طرق الباب أو الطرق بالمطرقة.ومن الجدير بالذكر أن العلماء يقولون بالنص أنه إذا (ضربت) نفثات أشعة جاما الأرض من مسافة تصل إلى 1000 سنة ضوئية فإنها ستعادل مائة ألف مليون طن من الانفجارات النووية ولكن من رحمة الله سبحانه وتعالى أن هذه النفثات تحدث بعيدا جدا عنا.(
v\\:* {behavior:url(#default#VML);}
o\\:* {behavior:url(#default#VML);}
w\\:* {behavior:url(#default#VML);}
.shape {behavior:url(#default#VML);}
<!--[if !vml]-->
|
الدمار الشامل الذي يمكن أن تسببه نفثات أشعة جاما لو ضربت الأرض من مسافة تصل إلى ألف سنة ضوئية |
وعند تحديد العلماء بعد مصادر هذه النفثات عن الأرض كانت الصدمة شديدة جدا حيث اكتشفوا أنها تبعد مسافات هائلة عن الأرض تصل إلى مليارات من السنين الضوئية وكانت الصدمة الأكبر عندما قاسوا كمية الطاقة التي تضرب بها هذه النفثات الأرض بعد قطعها هذه المسافات الهائلة وفي هذه المدد القصيرة التي تستمر النفثات فيها.... لقد اخترقت كمية الطاقة قوانين الفيزياء!إن الانفجار الذي أنتج هذه النفثات من أشعة جاما لابد أن يخضع لقانون أينشتين الشهيرالطاقة = الكتلة X مربع سرعة الضوء. ((E = M*C²
وهذا ما لم يحدث.ولكي تخضع الطاقة التي تحملها هذه النفثات من أشعة جاما مرة آخرى لقوانين الفيزياء بذل العلماء جهودا كبيرة لتفسير مايحدث واستنتجوا أن الانفجار الذي أطلق هذه النفثات لابد أنه لم يحدث في جميع الاتجاهات كما هو متوقع ولكن قد حدث في اتجاه معين، وبالتالي فإن الطاقة التي تحملها النفثات في هذا الاتجاه تحمل الطاقة الكلية للانفجار وليس جزء من هذه الطاقة. ولذلك فهذه النفثات تطرق وتضرب كل شيء في طريقها في اتجاه واحد ويتم تسجيلها فقط إذا كانت الأرض في هذا الاتجاه. وهذا التوقع قاد العلماء لمعرفة مصدر هذه النفثات.<!--[if !vml]--> |
النفثات الكونية من أشعة جاما تحدث في اتجاه واحد حاملة كل طاقة الانفجار |