ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله هذا النص المعجز من كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم جاء ضمن حديث عبد الله بن عمــر (رضي الله تبـارك وتعالي عنهما) الـذى يـروي فيه قـول رسـول الله صلي الله عليه وسلم.
"مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله : لايعلم ما في غدا إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس باي ارض تموت ولا يعلم متي تقوم الساعه إلا الله". (صحيح البخاري: حديث رقم 4697)
جاء في صحيح الإمام البخاري (كتاب التوحيد – رقم 6831 ) بسنده : حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال حدثني عبد الله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله لايعلم ما تغيض الارحام إلا الله ولا يعلم ما في غد إلا الله لا يعلم ما تغيض الارحام إلا الله ولاتدري نفس بأي ارض تموت إلا الله ولا يعلم متي تقوم الساعة إلا الله.
وجاء ايضاً في مسند الإمام أحمد (حديث رقم 3477) بسنده: حدثنا يحيي عن شعبة حدثني عمرو بن مرة عبد الله بن سلمة قال: عبد الله :" ا وتي نبيكم مفاتيح كل شئ غير خمس إن الله عنده علم الساعة ينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
(وحديث رقم 4536) بسند آخر: حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير".
إخرج البخاري في صحيحة (كتاب تفسير القرآن حديث رقم 4328) بسنده: حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا معن قال حدثني مالك عن عبدالله بن دينار عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : مفاتح الغيب خمس لايعلمها إلا الله لايعلم مافي غد إلا الله ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولايعلم متي تقوم الساعة إلا الله ".
التعليق علي الحديث:هذه القضايا الخمس من قضايا الغيب تحتاج إلي مجلدات للتعليق علي حقيقة غيبتها غيبة مطلقة لايعلمها إلا الله (سبحانه وتعالي)، ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي القضية الثالثة: "..... ولايعلم متي يأتي المطر احد إلا الله... "
وذلك لأن المطر من الرزق، والرزق لايهبه إلا الله، وقد يكون – أحيانا – من صور العذاب، ولا ينزل العذاب إلا الله، ولأن نزول المطر عملية معقدة للغاية، يدخل في تحقيقها من العوامل مالا يمكن لمخلوق أن يتحكم فيها، ويتم بواسطة العديد من التفاعلات الطبيعية والكيميائية غير المعروفة بالكامل من بينها تصريف الرياح، وتبخير الماء من الأوساط المائيه، وتجميع بخار الماء المنطلق من جميع الأنشطة الحياتية، ونقله بواسطه الرياح التي تثير السحاب، وتؤلف بينه وتبسطه في السماء، أو تركمه إلي أعلي نطاق الرجع من الغلاف الغازي، وتستمر في تلقيحة بمزيد من بخار الماء الذى يثريه، وبهباءات الغبار وتستمر في تلقيحه بمزيد من بخار الماء الذى يثريه، وبهباءات الغبار التي تعمل كنوي للتكثيف في داخلة فتعمل علي نموقطيرات الماء حتي تصل إلي الحجم المناسب لهطول المطر او البرد او الثلج، كل ذلك والسحاب في حركة دائبة فلا يعلم اين ينزل مطره، ولا كم المطر النازل، ولا متي ينزل هذا المطر إلا الله.
ومن العوامل المتحكمة في هذه العملية المعقدة، كم ونوع الشحنات الكهربية في السحابة الواحدة، وفي السحب المتصادمة، وأثر الرياح الشمسية علي أجواء الأرض، وغير ذلك من العوامل المعروفة وغير المعروفة لنا...!
أضف إلي ذلك أن السحب لا تحمل في أي وقت من الأوقات أكثر من 2% من بخار الماء الموجود في الغلاف الغازي للأرض، والمقدر بحوالي 15000 كيلو متراً مكعباً، ويوجد الماء فيها علي هيئة قطيرات متناهية الضآلة في الحجم لاتكاد تتعدي الواحد من الف من المليمتر في اطوال اقطارها، وتلتصق هذه القطيرات الدقيقة بجزيئات الهواء للزوجتها العالية، ولذلك فهي لا تسقط مطرا إلا إذا تم تلقيحها بمزيد من بخار الماء أو بهباءات الغبار التي تثيرها الرياح من فوق سطح الأرض فتعين علي إنزال الماء منها بإذن الله، وقد يتم ذلك بامتزاج السحب (أي التأليف بينها ) مع اختلافها في درجات الحرارة، والرطوبه، والشحنات الكهربية وغيرها من الصفات.
ومن ذلك يتضح أن إنزال المطر هو في حقيقته سر من أسرار الكون لا يعلمة ولا يرتبه إلا الله، وإن جاهد العلماء جهاداً مضنياً في محاولة فهم كيفية تكون ونزول المطر من السحب المختلفة المحملة ببخار الماء وقطيراته وهي عملية خارجة تماما عن طاقة القدرة الإنسانية مهما تطورت معارف الإنسان، وأرتقت تقنياته.
ويؤكد ذلك أن كل محاولات استمطار السحاب برشه بعدد من المركبات الكيميائية التي لها قابلية شديدة للماء مع نجاحها إلا أنهم لم يستطيعو التحكم في أماكن إمطارها تأكيدا لهذه الحقيقة التي عبر عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم بقول الشريف :" ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله...".
علما بأن التنبؤات الجوية بنزول المطر لا تتم إلا قبلها بساعات قليلة، ولا تصدق في كثير من الأحيان.
فسبحان الذى علم خاتم أنبيائه ورسلة هذا العلم اللدني الصحيح وصلي الله وسلم وبارك علي النبي الخاتم الذى تلقاه فوعاه، وصاغة لنا بهذه الدقة العلمية المبهرة ليبقي أبد الدهر فوعاه، وصاغه لنا بهذه الدقة العلمية المبهرة ليبقي أبد الدهر شاهدا له بالنبوة وبالرسالة حتي في زمن الفتن الذى نعيشه.
المراجع |
الإعجاز العلمى في السنة النبوية - الجزء الثاني للدكتور : زغلول النجار - أستاذ علم الأرض و زميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم |
|
جزى الله علماء المسلمين جميعاً خيراً و رزقهم صحبة نبيه في الجنة
|